كيف كان حضرة السيد الشيخ حسن القره جيواري رحمه الله يُربي مُريديه
================================
بعد أن صار شيخاً وعلماً بارزاً من أعلام التصوف ، كان يربي
مريديه كتربية الأولياء فقبل كل شيء يبدئ بمن كان يطلب السلوك في الطريقة بعد إعطائه
العهد يقوم بتعليمهم آداب الشريعة وأركانها وأصول الدين ثم بعد ان يتعلموا ما يحتاجونه
وما هو ضروري لهم يوجههم كلاً حسب مشربه ولياقته الباطنية الى الأعمال المتفقة وآخرين
يوجههم الى الرياضة والسلوك والذكر والخلوة ، وقسماً آخر الى تهذيب النفس بالأعمال
الدنيوية لغرض إزالة رعونة أنفسهم والحد من تكبرهم .
كما كان يوجه قسماً من مُريديه الاغنياء ببذل المال والأنفاق
على الفقراء والمحتاجين ليطهر نفوسهم من البخل والتقتير الذي يعتبر من اكبر رذائل النفس
الأمارة بالسوء ، وكان يوجه قسم آخر منهم للأشتغال بأمور ( التكية ) وخدمة المُريدين
الذين يرتادون اليها من كل مكان وذلك لغرض إزالة صفة الكبرياء والرعونة من نفوسهم ،
خلاصة القول كان رحمه الله كالطبيب يعاين مرضاه ويصف لكل واحد منهم بالدواء لعلاجه
وشفائه من علته ، هكذا يجب أن يكون المُرشد الحاذق كما أخبر به الامام الغـزالي ( رضي الله عنه ) في كتابه أحياء علوم الدين عن سلوك المُريدين
.
وكان حضرة الشيخ حسن القره جيواري ( قدس الله سره ) يقول
: ينبغي للشيخ أن يوجه مُريديه للتمسُك بالشريعة الغراء ويعلمهم بلسانه آدابها وبقلبه
يوجه قلوبهم الى الحقيقة ويهذب نفوسهم من الرذائل بالمُجاهدة والرياضة والسلوك .
وكان يحث المُريدين الى تعلم القرآن الكريم وكان يقول:( خذوا
حظكم من القرآن ، ولا تكونوا محرومين من نوره مهما تمكنتم ) .
فكان كل من يسلك الطريقة على يديه يوصي به قبل كل شيء أحداً
من العلماء لتعليمه فاتحة الكتاب وسورة الإخلاص قراءة صحيحة بغض النظر عن كون المُريد
شاباً أو كهلاً حيث المطلوب منه تعلُم القرآن وقراءته بصوره صحيحة .
فمنهم من يوفق لختمه
ومنهم من يتعلم عدة اجزاء منه ومنهم من يتعلم عدة سور منه كلاً بحسب قدرته على
الفهم والتعليم واجتهاده .
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق
ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم...
0 التعليقات:
إرسال تعليق