حضرة السيد الشيخ
ابراهيم الشيخ محمد الشيخ عبدالكريم البرزنجي الحسيني القره جيواري .
================================
وهو أحد مشايخ الطريقة العليَّة القادرية القره جيوارية ولد
عام 1920 في ناحية قادر كرم / كركوك / شمال العراق ، نشأ الشيخ ابراهيم القره جيواري
في بيت علم حيث كان والده وجده من مشايخ الطريقة القره جيوارية وكان لذلك الاثر الكبير
على نشأتهِ وحياتهُ ، حيث بدء وهو صغير بتعلم القرآن الكريم ومن ثم دخل المدرسة الابتدائية
واكملها وانتقل الى الدراسة الثانوية ومن ثم انتقل للدراسة في معهد المساحة حيث تخرج
من معهد المساحة وزاول بعدها العمل حيث تعين في مديرية المساحة العامة في كركوك ثم
انتقل بعدها الى محافظة اربيل شمال العراق وبقي أحد عشر عاماً يزاول الوظيفة الحكومية
، ثم أستقال من الوظيفة بعدما توفي والدهُ الشيخ محمد القره جيواري عام 1954 حيث تحتم
علية الالتحاق بقادر كرم الى جنب جده الشيخ عبدالكريم القره جيواري الذي توفى بعد ستة
اشهر من وفاة ولدهُ الشيخ محمد القره جيواري .
حيث أوكل الشيخ عبدالكريم القره جيواري مشيخة الطريقة القادرية
القره جيوارية
الى حفيده البار الشيخ ابراهيم القره جيواري الذي آلت اليه
تلك المهمة الجليلة والكبيرة وهي مشيخة الطريقة والدعوة والارشاد وخدمة دين جدهِ رسول
الله صلَّ الله عليه واله وصحبه وسلم .
وقد اثبت الشيخ ابراهيم انه نعم الخلف لنعم السلف حيث قام
مقام الخدمة والارشاد حيث كان يدعو الناس ويعظهم ويرشدهم وفق منهج جده رسول الله وكان يوجه لهم النصائح ويعلمهم ما يخصهم من امور
دينهم وكان يخرج الى القرى والى الاقضية والنواحي والمدن والمحافظات الاخرى ليرشد الناس
ويعلمهم امور دينهم وينصحهم للعودة الى طريق الحق والاقلاع عن المعاصي وتجديد التوبة
الى الله وكان اذا مر بمنطقة في جولاته للإرشاد ولم يجد فيها مسجداً يقوم ببناء مسجد
في تلك المنطقة ويخلف عليهم عالماً يعلمهم ويرشدهم طريق الحق .
وكان يقوم بزيارة الحضرة القادرية المباركة للسلام على سيدنا حضرة السيد
الشيخ عبدالقادر الكيلاني قدس الله سره العزيز ، كما كان
من قبل يقوم بها شيخنا السيد الشيخ حسن القره جيواري وكل من خلف من مشايخنا القره جيوارية
قدس الله اسراهم العزيزة .
وكان يبقى فترات طويلة في الحضرة القادرية للوعظ والارشاد وخدمة دين جده
رسول الله وخدمة مقام سيدنا وشيخنا الكيلاني رحمه الله تعالى
، وكان يحضر اليه عديد كبير من الناس ليسمع وعظه وارشاده ويحضروا حلقات الذكر التي
كان يقيمها وكان يتوب على يده عدد غفير من الناس ويسلك على يديه الطريقة ويأخذوا العهد
ويلتزمون بإقامة امور دينهم كما يحب ويرضى الله جل في علاه حيث سلك على يديه الاف المُريدين
الطريقة العليَّة القادرية القره جيوارية .
وكانت تكيته مفتوحة ليلاً ونهاراً للمريدين والضيوف وابن
السبيل وكان يقوم بضيافتهم والقيام بواجب الضيافة كما امر به ديننا الحنيف وكان يقدم
الطعام لكل من يأتي وللفقراء وابن السبيل وطلبة العلم اتباع لأمر الله تعالى ((وَيُطْعِمُونَ
الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِناً وَ أَسِيراً إنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ
لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَلاَ شُكُوراً )) .
وكان الشيخ ابراهيم القره جيواري يلجأ اليه عدد كبير من الناس في حل مشاكلهم وبفضل الله وتوفيقة كان الشيخ ابراهيم
يحل تلك المشاكل بحكمته وبصيرته النافذة وسعت صدرهِ وحلمه وخبرته ودرايته وعلمه وكانت
تنتهي كل تلك الامور على خير ويخرج المتخاصمين متحابين بفضل الله ويخرج صاحب المشكلة
بحل من حضرة الشيخ وهو فرح بعد ان حل الشيخ له مشكلته ونصحه ووجهه لما فيه الخير وكذلك
كان الشيخ ابراهيم يسعى في قضاء حوائج الناس من الفقراء والمحتاجين ولمن قصده والله ولي التوفيق وكل ذلك العمل كان يقوم به اتباع
لما امر به الحق تبارك وتعالى ((إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ
أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )) .
كان الشيخ ابراهيم شيخاً عارف بالله وزاهداً وورعاً ومتواضعاً وسمح الاخلاق
وسخياً كريماً وكان ذا حياء شديد وكان يجل العلم والعلماء
ويثني عليهم ويرعاهم وكان يحث المُريدين على التعلم والمعرفة وكان يوقر الكبير ويحنوا
على الصغير وكان حليماً صبورا وبالرغم من كل تلك المسؤوليات والمشاغل الكثيرة كان عابداً
كثير العبادة وكان يكثر من قراءة العلم الشرعي وخاصة القرآن الكريم وتفاسيره والاحاديث
النبوية الشريفة والفقه والسيرة النبوية الشريفة ، وكان ايضاً يطلع على الكتب العلمية
وكتب الادب .
وكان الشيخ ابراهيم القره جيواري يحظى بحب الناس وتقديرهم
واحترامهم له حيث كان اينما يحل ويذهب يفرح اهل ذلك المكان فرحاً شديدا كأن العيد حل
في ديارهم ويقوموا بأعداد الولائم ويدعوا حضرة الشيخ ابراهيم ليتشرفوا بزيارته لبيوتهم
ويتبركوا ببركة دعائه الشريف وانفاسه اللطيفة وكان يزوره ويحضر اليه عدد كبير من العلماء
والمشايخ ليسلموا عليه ويتشرفوا برؤيته ودعواته لهم بالتوفيق والخير والسداد وكانت
تربطه علاقة طيبة بالمشايخ والدعاة والعلماء لأنه لم يكن متعصبا لمنهجه بل كان يقول
رحمه الله كل الطرق واحده لأنها تدعوا الى الله وطاعته وتوحيده والمهم هو الصدق والاخلاص
وفقنا الله وأياكم لما يحب ويرضى والصلاة على
حبيبه المجتبى وعلى اله وصحبه وسلم .
وبعد مشوار طويل في الحياة وبعد عطاء وخدمة للدين والسير
على نهج سيد
المُرسلين انتقل الشيخ ابراهيم القره جيواري الى رحمة ربه
وفارق الحياة في عام 24 /10 / 2005 عن عمر ناهز 85 عام والمصادف 25 / من شهر رمضان المبارك في تكيته المباركة
في كركوك / حي الواسطي .
ووارى الثرى ودفن الى جوار جده السيد الشيخ حسن القره جيواري
والشيخ محي الدين القره جيواري والشيخ عبدالكريم القره جيواري والشيخ محمد القره جيواري
قدس الله اسرارهم العزيزة ورحمهم الله تعالى وجزاهم عنا خير الجزاء وثبتنا على نهجهم
غير مبدلين ولا متبدلين آمين يا الله والحمد لله رب العالمين .
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق
ناصر الحق بالحق والهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم
...
0 التعليقات:
إرسال تعليق