مجلس الشيخ حسن القره جيواري للوعظ والأرشاد


مجلس حضرة السيد الشيخ حسن القره جيواري للوعظ والإرشاد والتربية .
================================

كان حضرة الشيخ حسن القره جيواري يجلس للوعظ والإرشاد في تكتيه المباركة التي جعل منها مدرسة ومنارة للعلم والتوعية والارشاد وفق الهدي النبوي الشريف حيث كان يعظ الحاضرين في مجلسه على قدر عقولهم وفهمهم كل حسب علمه وتقبله وطاقته وفق قاعدة , حدثوا الناس على قدر عقولهم وكما أشار القرآن الحكيم بقوله تعالى : (( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ )) .

وكان يقول رحمه الله ينبغي للشيخ الذي يدعوا الناس الى الله تعالى وطريق الحق أن يجذب قلوب الناس بقوة قلبه التي تُستمد من أنوار الحق جل وعلا ويوجهها الى قلوب مستمعيه ، وأما فصاحة اللسان والبيان مهما كانت منمقة فلا تؤثر في قلوب السالكين لأن كلام أهل القلوب يؤثر في أهله وفق قاعدة ( الكلام الذي يخرج من القلب محلهُ القلب ) وكذلك الحال بالنسبة للكلام الصادر من هوى النفس فيؤثر في أهله أيضاً ، قال تعالى (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَذِكْرَىٰ لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ) فلم يقل سبحانه وتعالى لمن كان له نفس ، لأن النفس عدو وهي من اشد الاعداء التي بين جنبيك أخي المؤمن وطوبى لمن جاهد نفسه حتى فرق بين خطراتها والهامات الحق وخطرات قلبه .

وكان قدس الله سره يعظ الحاضرين ويوجههم وينهاهم عن قبيح الافعال والمعاصي والتوبة والرجوع للحق ويكون خطابه عاماً ولا يحدد احداً بعينه عندما يتكلم حيث لا يحرج الناس لان كان كثير من اهل المعاصي يحضر مجلسه ليسمع كلام الشيخ فكان بعدما يسمع الوعظ يتأثر بكلام الشيخ وببركة دعواته المباركة وانفاسه اللطيفة فيتوب على يدي الشيخ ويسلك الطريق وينصلح حاله مع الحق سبحانه وتعالى .

وكان يعج مجلسه بالبكاء مما يحس الحاضرين برقة في القلب وحنين للحق وفيوضات وبركات تتجلى على الحاضرين من الله ببركة دعوات الشيخ وانفاسه اللطيفة رحمه الله حيث كان يبقى واقفاً طيلة فترة وعظه والناس جلوس يستمعون لما يقول رحمه الله وكل ذلك من تبجيله وتعظيمه للعلم وأهمية العلم والتعلم ، نفعنا الله ببركته علومه الشريفة وأنفاسه اللطيفة وجزاه الله خير الجزاء عن خدمة دين جده رسول الله صلَّ الله عليه واله وصحبه وسلم .

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم...


0 التعليقات:

إرسال تعليق