نصيحة الشيخ حسن القره جيواري لأقاربه من السادة آل البيت
رضي الله عنهم
================================
قال رحمه الله ناصحاً اياهم : ( ايها السادة المنتسبين الى حضرة الرسول الكريم، لا تغريكم نسبتكم الى رسول الله صلَّ الله عليه واله وصحبه وسلم ) ، العمل الصالح هو الذي يؤيد صحة النسب ، فاذا لم يكُن لكم مثل هذا العمل والاقتداء بجدكم رسول الله في العلم والعمل ، فلا تنفعكم صلة النسب اليه عليه الصلاة والسلام ، لأن سوء الاعمال يقطع النسب كما قطع تبعية ابن سيدنا ( نوح عليه السلام ) لأبيه حيث قال الله تعالى في حقهِ ( انه ليس من اهلك انه عملٌ غير صالح ) وبالإضافة الى هذهِ الآية عاتبه الله عز وجل على رجائه لابنه بقوله تعالى ( اني اعظك ان تكون من الجاهلين ) .
وقال عليه الصلاة والسلام (يا فاطمة بنت محمد، يا عباس عم
رسول الله أنقذا نفسيكما من النار، أنا لا أغني عنكما من الله شيئا، لا يأتيني الناس
بأعمالهم، وتأتوني بأنسابكم، من يبطئ به عمله لم يسرع به نسبه).
وإن قرابة الرسول تنفع حيث يقول صلَّ الله عليه واله وصحبه
وسلم : ( كل النسب تنقطع الا نسبتي وقرابتي ) ولكن تنفع وترجح بالعمل الصالح والاقتداء
به والمراد .
ولذلك فإن العمل الصالح والتقوى هي اساس القبول وصحه شرط
الانتساب والتبعية لحبيب محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى اله وصحبه وسلم ، حيث قال
سيدنا محمد : ( انا جد كل تقي ولو كان عبدٌ حبشي ) وهذا دليل واضح يؤكد ان التقوى هي
التي تصل وتحقق التبعية الصحيحة وكما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى : ( قل ان كنتم
تحبون الله فتبعوني يحببكم الله ) .
ولذا وجب علينا معاشر السادة ان نكون قدوات للامة وان نكون
كالملح للطعام ، ولكي نصحح نسبتنا اليه صلَّ الله عليه واله وسلم بالتقوى والعمل الصالح
وندخل السرور الى قلبه الشريف وجب علينا السير على خطاه والعمل بمنهجه ولنكون بارين
به عليه الصلاة والسلام .
ثم قال هذا الشعر قدس الله سره :
يا معشر السادات يا ملح البلد ***** ما يُصلح الملح اذا الملح
فسد
ونذكر هنا بالمناسبة ما قاله داود الطائي ( رض الله عنه
) لسيدنا الامام جعفر الصادق ( رض الله عنه ) : يا أهل بيت رسول الله خذوا بأيدينا
واشفعوا لنا عند جدكم رسول الله صلوات الله وسلامه عليه، فقال الامام جعفر الصادق إني
لأستحي يا أخي ان اذكر نسبتي لرسول الله لأن عملي غير صالح – فبكى داود الطائي وقال
الهي ان ابن بنتِ رسول الله هذا حاله فكيف بحال داود المذنب الذليل :
ثم اضاف الشيخ حسن القره جيواري رحمه الله قائلاً لأقربائه
من السادة : تعلمون أيها الاخوان إن عود الصندل
له رائحة طيبة ذكية فإذا فُقدت هذهِ الرائحة لن يكون له فضل على سائر الاعواد الاخرى
.
ثم اردف يقول – نحن آل البيت علينا أكثر من غيرنا ان نسلك
طريق جدنا ، فنرضى بقضاء الله وقدره ونقتنع بعطائهِ وآلائه ونصبر على بلوائهِ ، نحمدهُ
ونشكره على ما مّن على اجدانا الكرام من الفضائل حيث جعلهم قدوةً وسراجاً يهتدي بهم
الناس ، نحن اذا لم نسلك سبيلهم فقد كفرنا بنعمة الله وحُرمنا من تلك النعماء والفضائل
التي خص الله بها آبائنا واجدادنا الكرماء ، وقال أيضاً – إن ابن نوح عليه السلام رافق
الاشرار فأضاع بيت نبوة أبيه عليه ، فكل من يسلك غير سبيل جده المصطفى صلَّ الله عليه
واله وسلم لن يصل الى مراده ومناه أبداً ، فإذا كان الله عز وجل غير راضٍ عن اعمال
عبد من عبادهِ لا تنفعهُ شفاعة جميع الأنبياء ، فكونوا أيها الاخوان من الذين يتبعون
سلفهم بإحسان واقتدوا واهتدوا بجدكم المصطفى صلّ الله عليه واله وصحبه وسلم لتفوزوا
بنعمة الدارين إنشاء الله تعالى .
اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق
ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم
...
0 التعليقات:
إرسال تعليق