تهنئة شيخ الطريقة القادرية القره جيورية بمولد الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره العزيز




       تهنئة حضرة السيد الشيخ
لطيف الشيخ إبراهيم البـرزنجي الحسيني القره جيواري القادري
بمناسبة ولادة سيدنا وقدوتنا السيد الشيخ عبدالقادر الجيلاني-قدس الله سره العزيز .
============================================
تطل علينا في هذا الشهر ربيع الثاني ذكرى ولادة سيدنا وشيخنا وقائدنا وقدوتنا  الى الله ورسوله محي الـدين والملة السيد الشيخ عبدالقــادر الجيلاني (قدس الله سره العزيز) فنهنئ ونبارك انفسنا والعالم الاسـلامي بـولادتهِ الميمونة المباركة نفعنا اللهم ببركة علومهِ الشريفة وانفاسهِ اللطيفة ووفقنا الله لخدمة دين حبيبهِ سيدنا محمد صلَّ الله عليه واله وصحبه وسـلم .


اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم ...

من أقوال سيدنا الشيخ حسن الحسيني القره جيواري البرزنجي عن الأولياء



من أقوال سيدنا الشيخ حسن الحسيني القره جيواري البرزنجي
===================================
قال قدس الله سره العزيز:
(إن الأولياء كعين ماء طهور جاري تطهر الناس من خبائث النفس الأمارة ومن الذنوب ، ينورون القلوب الظلماء بنور معرفة الخالق ، فمن شرب من عيونهم وسلك طريقهم نجيَ من العذاب الأليم وفاز بالنعيم المُقيم الذي لا يزول أبداً) .

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم ...

يابُني أَفق من غفلتك - حضرة الشيخ لطيف الشيخ ابراهيم البرزنجي الحسيني

يابُني أَفق من غفلتك
================================
حضرة الشيخ المُربي ومرشد الطريقة العليَّة القادرية القره جيوارية في العراق
والعالم الإسلامي السيد الشيخ لطيف ابن العارف بالله الشيخ إبراهيم البــرزنجي الحسيني
================================
يابُني أَفق من غفلتك
أجعل الهمة في الروح ، والهزيمة في النفس ، والموت في البدن ، لإن منزلك القبر، وأهل المقابر ينتظرونك في كل لحظة متى تصل إليهم ، إياك إياك أن تصل إليهم بلا زاد .

اللهم صلَّ على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم ...

بشارة سيدنا الشيخ حسن القره جيواري من جدهِ المصطفى صلواتُ ربي وسلامهُ عليه


بشارة سيدنا الشيخ حسن القره جيواري
 البرزنجي الحسيني القادري من جدهِ المصطفى صلواتُ ربي وسلامهُ عليه
================================

روي عن حضرة سيدنا الشيخ حسن رضي الله عنه وأرضاه أنه قال :(( بشرت من حضرة جدي عليه الصلاة والسلام بأن هذا المكان عُدَ بقعة من المدينة وصاحبه بِضعة منه صلَّ الله عليه واله وسلم ))....

توضيح أن هذا المكان المقصود به - قادر كرم - عُد بقعة من المدينة المنورة على ساكنها أفضل وأزكى الصلاة والتسليم والمقصود وصاحبه بضعة منه هو -الشيخ حسن القره جيواري - عُد بعضة من سيدنا الرسول محمد صلوات ربي وسلامه عليه وهذا الكلام نقلاً عن سلسلة مشايخنا عن حضرة أستاذنا وشيخنا السيد الشيخ حسن القره جيواري وهناك مخطوط كُتب بيده الشريفة تنص على ذلك .

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم...


وهذه هي المخطوطة المباركة


بيان آداب المُريد مع ربه تبارك وتعالى


بيان آداب المُريد مع ربه تبارك وتعالى
=============================

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

اللهم خلِّقْنا بالأخلاق المحمدية الشريفة، وجَمِّلْنا بالآداب المصطفوية المنيفة، وكملنا بالآداب النبوية الرفيعة، والفضائل النورانية الوسيعة، اللهم جَمِّلْنا بالعلم، وسَهِّلْ أخلاقنا بالحلم، وأخرجنا من ظلمات الوهم، واشرح صدورنا بالفهم، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا .

أعلم أخي وفقك الله أن الطريق كلها أدب ولا يمكن أن نحصر كُل آداب المُريد مع ربهِ تبارك وتعالى.

الآدب جوهرة تكمن في حُسن المعاملة مع الله تعالى سراً وعلانية في الصدق في القول والفعل مبني على معاملة القلب وحفظ السر وهذهِ بعض آداب المُريد مع الحق تبارك وتعالى :

1- مراقبة المريد لنفسه وقلبه سرا وعلانية في كل الامور والاحوال والتصرف بوقار تام وان يتجنب في حضرة الله تعالى - اي اثناء تأدية الفرائض او النوافل مثلاً وفي غيرها من تصرف المريد خلال اليوم – ما يتجنبه في حضرة الاخرين .
2- التوكل على الله تعالى في جميع الامور والاعتماد عليه فيها والفرار في جميع الشدائد والنوائب والحاجات اليه تعالى والعمل لوجهه الكريم .
3- جعل عبادته وعمله خالصا لله تعالى ولا يطلب عليها مقاماً ولا حالاً من الحضرة الالهية .
4- على المريد ان يتفحص اعضائه الظاهرة والباطنة في كل حين لمعرفة ان كانت موافقة لحدود الله تعالى وملازمة لها بعيدا عن الغفلة .
5- لا يستعيذ بالله من شيء بل يستعيذ من شر ذلك الشيء في الفعل او الامر كأن يقول استعذ بالله من شر الشيطان الرجيم .
6- اعتماد الاستغفار وترديد - استغفر الله العظيم واتوب اليه كثيرا لأن كثرت الاستغفار تفتح ابواب الخير ويستحسن ان يقول المريد اذا ذكر ذنبه - ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين او يردد الآية الشريفة ( لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين ).
7- المريد الصالح من تجرد مع ربه عن العزة والغنى والتحقق بالذلة والفقر والخضوع لله تعالى ولا يسأل ربه تعالى شيئا الا مع التفويض ورد العلم والقوة والقدرة اليه في ذلك وحده .
8- من واجبات المريد الاهتمام بقيام الليل .
9- على المريد ان يتلو القران الكريم ويكثر من القراءة مع التدبر والخشوع واذا اراد ان يتكلم مع شخص اخر وهو في حال التلاوة ان يستأذن من ربه تعالى لأنه في حضرته أثناء التلاوة والأذن يكون بالقلب لا باللسان وتعظيم حرمته .
10- الالتزام التام بمحبة الرسول الكريم صلَّ الله عليه واله وصحبه وسلم وال بيته الاطهار واصحابه الاخيار والصالحين وان يكون حب الرسول الكريم احب اليه من ماله وعرضه ونفسه .
11- يجب على المريد هجر اصحاب المعاصي والذنوب والكذابين والمنافقين بأمر من الله تعالى .
12 - تعظيم حرمة الوالدين فانه حق لله تعالى عليه .
13- البعد كل البعد عن الحسد والغيبة وكل ما نهى الشرع عنه واذا صدرت من المريد غيبة لأحد بدون قصد فعليه الاستغفار واظهار الندم وتلاوة سورة الفاتحة والاخلاص والمعوذتين واهداء اجر التلاوة الى من اغتابه .
14- تعليق الامل المراد والطلب والرجاء بالله تعالى ورفع الحوائج اليه ويفوض امره اليه تعالى .
15- عدم الانشغال بأمور الدنيا وتدبيرها انما يؤثر الآخرة عليها ويدع ما وراء ذلك لله تعالى .
16- لا يمنع سائلا بخلا اوشحة ويترك الأمر لله تعالى .
17- عليه الرضا بكل ما تقدم اليه من زاد او طعام لأنه رزق ساقه الله تعالى اليه فيحمده عليه وان يغض النظر عن فضوله فمن زادت نظراته كثرت حسراته يوم القيامة .
18- المريد الصادق مع الله تعالى ولا يشكو ربه الى الخلق في بلوه بل عليه الامساك وترك الامر وتفويضه الى الله تعالى ولا يستنعين الا بالله تعالى فمن استعان بغير الله ذل .
19- التحلي بالرحمة والمودة مع اخوانه المسلمين وكافة الخلائق فمن لا يرحم الخلق لا يرحمه الله والتسامح مع الاخرين اذا ما اذنبوا بحقه مع التسليم بالأمر الى الله تعالى.
20- شكر النعمة على ان يكون ذلك الشكر امتثالاً لأمر الله تعالى ( ان اشكر لي الي المصير ) ولا يكون ذلك الشكر لطلب المزيد من النعم فالأمر الى الله تعالى .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم ...

بيان آداب المُريد مع شيخهِ


بيان آداب المُريد مع شيخهِ
=============================

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

اللهم خلِّقْنا بالأخلاق المحمدية الشريفة، وجَمِّلْنا بالآداب المصطفوية المنيفة، وكملنا بالآداب النبوية الرفيعة، والفضائل النورانية الوسيعة، اللهم جَمِّلْنا بالعلم، وسَهِّلْ أخلاقنا بالحلم، وأخرجنا من ظلمات الوهم، واشرح صدورنا بالفهم، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا .

قال أهل العلم : ما من صاحب يصحب صاحباً ولو ساعة من نهار إلا ويُسأل عن صحبته هل أقام فيها حق الله تعالى أو أضاعه ؟ .

أعلم أخي وفقك الله أن الطريق كلها أدب لكل حال أدب ولكل مقام أدب ولا يمكن أن نحصر آداب المُريد مع شيخهِ كلها .


ان غاية المُريد هو الاجتماع بشيخ عارف يربيه ويرشده الى الطريق القويم الى الله تعالى ويحذره من آفات الدنيا وهوى النفس وغواية الشيطان وان يعتقد ان ليس في تلك الديار اولى منه فالشيخ استاذه ويأخذه عنه طريقته درجة درجة ومقاماً مقاماً .

واعلم يا أخي ان عمدة الأدب مع الشيخ , هو المحبة له , فمن لم يبالغ في محبة شيخه بحيث يؤثره على نفسه لا يفلح في الطريق لان محبة الشيخ انما هي مرتبة يترقى منها المُريد الى مرتبة محبة النبي محمد صلَّ الله عليه وعلى اله وصحبه وسلم ومنهى الى مرتبة محبة الحق جل وعلا .

وكان ابو علي الدقاق رحمة الله تعالى يقول : اذا لم يكن للمُريد استاذ يأخذ منه الطريق نفساً بنفس وإلا فهو عابد لهواه وأجمعوا على انه من لم يتب على يد شيخه من جميع الزلات سرها وجهرها صغيرها وكبيرها ويرضي جميع خصومه لا يفتح له من هذا الطريق شيء فان طريق القوم كلها حضره مع الله تعالى .

الأدب جوهرة تكمن في حُسن المعاملة مع الله تعالى سراً وعلانية في الصدق في القول والفعل مبني على معاملة القلب وحفظ السر وهذهِ بعض آداب المريد مع شيخه كما يلي : 

1- يجب على المُريد ان يصحح عهده بينه وبين الله تعالى ان لا يخالف شيخه في كل ما يشير به عليه فان الخلاف للمُريد ضرر عظيم ومن ابتداء الطريق على مخالفة شيخه لم يزل يخالفه في مستقبل الزمان فيجب عليه عدم الاعتراض على شيخه بقلبه وان استعمله بأي نوع من الاعمال .
2- يجب على المُريد أن لا يكتم شيئاً من احواله الظاهرة والباطنة عن شيخه حتى الخواطر التي استقرت عنده ومتى كتم عن شيخه شيئا عن شيخه فقد خانه في الصحبة وكان عليه تجديد الصحبة .
3- عدم الاعتراض على شيخه في طريقة تربيته لأن هذا من شأنه أن يضعف ثقته في شيخه ويحجب عنه خيرا كثيرا ويقطع المدد الروحي بينه وبين شيخه. ولقصة سيدنا موسى مع العبد الصالح أكثر من دلالة في هذا المجال.
4- أن يعتقد كمال شيخه وتمام أهليته للتربية والإرشاد حتى لا ينصرف قلبه إلى غيره ويتشتت توجهه فيكون كالمريض الذي يطبب جسمه عند طبيبين في وقت واحد فيقع في الحيرة والتردد ولا يتم له علاج لا بهذا ولا بذاك .
5- يجب على المُريد ان يعتقد في شيخه الكمال وذلك بأنه يعتقد فيه انه اعلم منه بالطريق والشريعة والحقيقة ولكن لا يبالغ في كماله بحيث يرفعه الي مقام العصمة اذ ان العصمة من الله تعالى للأنبياء بل يعتقد انه محفوظ وموفق من الله .
6- أن يكون صادقاً في خدمة شيخه منزهاً طلبه عن كل الأغراض والمقاصد وهذا في جميع شأنه لكمال الوصول فالغرض نافٍ للصدق ومن الغرض أن يتصل بشيخه طمعاً في منزلة أو جاه.
7- يجب على المُريد أن لا يفعل مع شيخه ما يغضبه وما يوحش قلبه منه فان الله تعالى قد يغضب لغضب الشيخ ويرضى لرضاه لأنه قد يكون اعظم حرمه من والد الجسد وايضاح ذلك ان الشيخ لا يأمر المريد الا بما امر الله تعالى فمن خالفه خالف الشارع صلَّ الله عليه واله وصحبه وسلم .
8- أن يعظم شيخه ويحفظ حرمته حاضراً وغائباً. قال سيدنا الشيخ عبد القادر الجيلاني قدس الله سره: "من وقع في عرض ولي ابتلاه الله بموت القلب".
9- أن يحب شيخه محبة فائقة شريطة أن لا ينقص من قدر بقية الشيوخ، وأن لا يصل غلوه في المحبة إلى حدٌّ فاسد ؛ بأن يُخرج شيخه عن طور البشرية، وإنما تقوى محبة المريد لشيخه بموافقته له أمراً ونهياً، ومعرفتِهِ لله تعالى في سيره وسلوكه، فالمريد كلما كبرت شخصيته بالموافقة ازدادت معرفته، وكلما ازدادت معرفته ازدادت محبته.
10- وأعز أدب المريد مع الشيخ هو أن لا يتمنى منزلة فوق منزلة شيخه وأن يحب لشيخه كل منزلة عالية وكل عزيز المنح والمواهب فذلك هو أدب الإرادة وهو عزيز بين المُريدين قال سيدنا السري السقطي رحمه الله: "الأدب ترجمان العقل".
11- أن لا يفعل شيئاً بدون إذن الشيخ بتاتاً من أوراد أو نوافل أو أي شيء آخر من أفعال المُريدين أو التصدر للكلام إلى الناس وتعليمهم حتى لو كان عالماً ظناً منه أنه يحسن التصرف فلا يكون تصرف المُريد إلا بإذن شيخه البتة فما الإذن إلا مدد.
12- أن يلتزم السكينة والوقار في مجلسه, وأن لا يبادر إلى الكلام بحضرة شيخه إلا إذا أمره الشيخ ووجد فسحة في ذلك وأن لا يحدث شيخه إلا بمنقول الكلام وأن يكون متطلعاً إلى الاستماع لا إلى الكلام ولا يحدث بما يُحدث العجب عند الشيخ أو الحاضرين.
13- أن يبادر إلى خدمته بقدر الامكان، فمن خَدمَ خُدِم. ويكون ذلك بالنفس و المال فلا يبخل بهما على شيخه أبداً وأن لا يعز على شيخه مالاً أو جهداً، قيل لأبـي منصور المغربـي: كم صحبت أبا عثمان؟ – شيخه – قال خدمته لا صحبته، فالصحبة مع الإخوان والأقران، ومع المشايخ الخدمة.
14- يجب على المُريد اذا امره الشيخ بخدمة اخوانه ان يخلص نيته في ذلك ويصبر علي جفاهم له مع شدة خدمته لهم وعدم حمدهم له وينبغي ان يعتذر لهم ويقيم لهم العذر على نفسه ويقول انا الظالم الذي لم يعمل على مرادكم حتى جفوتموني.
15- يجب على المُريد أن لا يتكدر مما يكلفه به شيخه ومن شأنه اذا اقامه شيخه في خدمه او سفراً او حضر دون ان يحضر مجالس الذكر ان لا يتكدر مما يكلفه به شيخه انما يستعمله فيما يراه خيرا له من سائر الوجوه .
16- أن يزوره بقدر المستطاع، فالانقطاع يحرم التعلم، ويطبع الجفاء في القلب، ويورث الغفلة والغفلة تقطع الطريق.
17- يجب على المُريد إن زار شيخه ان يدخل عليه بالحشمة والحرمة وان أهله الشيخ لشيء من الخدمة عد ذلك من جزيل الشكر وان يحذر من ان ميزان عقله الجائر على من يدخله عليه من الاشياء فربما مقته الشيخ فلا يفلح بعدها ابدا .
18- الصبر على مواقفه التربوية كجفوته وإعراضه، التي يقصد بها تخليص المُريد من رعوناته النفسية.
19- أن لا ينقل للناس من كلام الشيخ إلا بقدر أفهامهم وعقولهم حتى لا يسيء إلى نفسه وإلى شيخه ومن ذلك كثرة ذكر لكرامات الشيخ بدون تمكن في العلم أو إذن من الشيخ.
20- وعلى المُريد أن يتجنب أن  يَقطع كلام شيخه حتى يتم كلامه ، ولا يستعجل إفهامه، ولا يقوم أمامه، ولا يعطل أحكامه، ولا يقوم مقامه ولا  يتكلم المُريد في الطريقة او التربية الصوفية ولافي علوم الطريقة الا بأذن من شيخه في حضرته او في غيبته وان يحفظ حرمته.

21- وعلى المُريد أن لا يمشي امام شيخه أو مساوياً له ويحاول ان يتأخر عنه ولو بقدر قدم ،لأن الشيخ امام والمُريد مأموم فينبغي ان يراعي الادب في كل احواله .
22- أن يتجنب أن يجلس عن يمين ويسار شيخه وان يحاول أن يجلس امام شيخه كجلوس الطالب امام المدرس وجه الى وجهه وقلبه الى قلبه وان كان المجلس كبير ولم يجد مكان عليه الجلوس وراء الناس مقابلاً لشيخه مطرقاً بأدب .
23- وعلى المُريد أن يتجنب ان يجلس كجلسة العوام امام شيخه بل يجلس كجلسة المملوك مع الملك ويكون في ارقى حالات التوقير والأدب ولا ينبغي ان يلتفت يميناً وشمالاً ما دام امام شيخه في مجلس الذكر والمُذاكرة كما كان الصحابة رضوان الله عليهم يجلسون مع حضرة النبي محمد صلَّ الله عليه وسلم في مجلسه .
24- على المُريد ان يتجنب الإكثار من شكوى حوائجه الدنيوية الى الشيخ فإن عُسر شيء عليه فعليه الصبر والدعاء ولا يظهر ذلك ، لأن دخوله بحضرة الشيخ كان بنية الآخرة لا بنية الدنيا ، وحينئذ فلا يطلب خلاف ما قصد ، فإن ذلك من سوء الأدب .
25- اذا جلس المريد في مجلس شيخه فعليه ان يدخل عليه بأدب واحترام وينظر اليه بوقار ثم الانتباه لكل ما يقوله شيخه ويلتفت الى ارشاده وتعليماته حاضر القلب معه بلا شطح او غفلة .
26- الانقياد التام بما يأمره شيخه من التأديب والالتزام التام بخدمة شيخه خدمة صادقة وحبه محبة خالصة كاملة صحيحة في حب الله تعالى وان تكون بينهما رابطة قوية مبنية على الحب الصادق وقد قيل –  من اشتغل بمحبة شيخه ترقى الى محبه الله تعالى .
27- يجب على المريد توقير شيخه واجلاله واحترامه ولا يعلو صوته عليه ولا يسابقه في الحديث  وأن لا يطيل النظر الى شيخه او يكثر منه أجلاً له وأدباً مع شيخه .

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم ...



بيان آداب المُريد مع إخوانهِ


بيان آداب المُريد مع إخوانهِ
=============================

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .

اللهم خلِّقْنا بالأخلاق المحمدية الشريفة، وجَمِّلْنا بالآداب المصطفوية المنيفة، وكملنا بالآداب النبوية الرفيعة، والفضائل النورانية الوسيعة، اللهم جَمِّلْنا بالعلم، وسَهِّلْ أخلاقنا بالحلم، وأخرجنا من ظلمات الوهم، واشرح صدورنا بالفهم، واهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت، واصرف عنا سيئها لا يصرف عنا سيئها إلا أنت، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا .

قال أهل العلم : ما من صاحب يصحب صاحباً ولو ساعة من نهار إلا ويُسأل عن صحبته هل أقام فيها حق الله تعالى أو أضاعه ؟ .

أعلم أخي وفقك الله أن الطريق كلها أدب لكل حال أدب ولكل مقام أدب ولا يمكن ان نحصر الآداب كلها ولكن هذه بعض من آداب المُريد مع إخوانهِ .

1- حفظ حرمتهم غائبين أو حاضرين، فلا يغتاب أحداً منهم، ولا ينقص أحداً، لأن لحومهم مسمومة كلحوم العلماء والصالحين.
2- نصيحتهم بتعليم جاهلهم وإرشاد ضالهم، وتقوية ضعيفهم.
وللنصيحة شروط ينبغي التزامها، وهي ثلاثة للناصح، وثلاثة للمنصوح.

فشروط الناصح :
===========
= أن تكون النصيحة سراً.
= أن تكون بلطف.
= أن تكون بلا استعلاء.

وشروط المنصوح :
===========
= أن يقبل النصيحة.
= أن يشكر الناصح.
= أن يطبق النصيحة.

3- التواضع لهم والإنصاف معهم وخدمتهم بقدر الإمكان إذ "سيد القوم خادمهم" [أخرجه ابن ماجه والترمذي عن أبي قتادة رضي الله عنه، كما في "فيض القدير" "شرح الجامع الصغير" للمناوي ج4/ص122].
4- حسن الظن بهم وعدم الانشغال بعيوبهم ووَكْلُ أمورهم إلى الله تعالى ،
ولا تر العيب إلا فيك معتقداً عيباً بدا بيِّناً لكنه استترا
5- قبول عذرهم إذا اعتذروا.
6- إصلاح ذات بينهم إذا اختلفوا واختصموا.
7- الدفاع عنهم إذا أُوذوا أو انتُهكِتْ حرماتهم.
8- أن لا يطلب الرئاسة والتقدم عليهم لأن طالب الولاية لا يُوَلَّى.
9- أن تكون صادقاً معهم في جميع الأحوال وأن لا تنساهم من الدعاء بالمغفرة بظهر الغيب .
10- أن تحب لهم ما تحب لنفسك ولا تخصص نفسك بشيء دونهم .
11- أن تبدأهم بالسلام والمصافحة وحلاوة اللسان كلما لقيتهم , قال عليه الصلاة والسلام : " إذا تصافح المسلمان لم تفرق أكفهما حتى يُغفر لهما ".
12- معاشرتهم بحسن الخلق , وهو أن تعاملهم بما تحب أن يعاملوك به من المحبة والشفقة .
13- أن تتواضع لإخوانك لقوله تعالى ( واخفض جناحك للمؤمنين ) .
14- أن تطلب الرضا منهم وأن تراهم خيراً منكَ وأن تتعاون على البر والتقوى وحب الله وترغبهم فيما يرضى الله وترشدهم إلى الصواب إن كنت كبيراً وتتعلم منهم إن كنت صغيراً قال الله تعالى : ( وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) .
15- أن ترحم جميع إخوانك بأن توقر الكبير وتشفق على الصغير , لقوله صلَّ الله عليه واله وصحبه وسلم " ليس منا من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا " .
16- التلطف في النصيحة لأخيك إذا رأيت منه مخالفة, قال الإمام الشافعي رضي الله عنه : من وعظ أخاه سِراً فقد نصحه وزانه, ومن وعظه علانية فقد فضحه وشأنه .
17- أن تحسن الظن بهم , وإذا رأيت في أحد عيباً فقل في نفسك: إنما ذلك العيب فِيَّ لأن المؤمن مرآة المؤمن, ولا يرى الإنسان في المرآة إلا صورة نفسه.
18- أن تصلح بين إخوانك إذا حصل بينهم نزاع في شيء .
19- حسن المعاملة والصحبة بالإيثار والفتوة وتوقير الكبير والمحبة والعطف على الصغير وان لا يرى لنفسه على احد حقاً وان لا يقصر في حقوقهم شيئا .
20- يحفظ قلوب اخوانه بتجنبه فعل ما يكرهون ويسدي لهم النصح والارشاد .
21- عدم التحدث امامهم بما ناله من مقام او درجة بقصد العجب والزهو او الفخر .
22- يلتزم المُريد بحفظ اسرار اخوانه المريدين والاخرين .
23- ان يكون عزيز النفس لا تنظر نفسه الى مال غيره واخراج نفس الغنى من قلبه .
24- العمل على تقديم المساعدة والمعونة واليد البيضاء للناس ولا يجعل الفقراء يحتاجون اليه ويسألونه الحاجة بل يبادر بإعطائها اليهم والتعجيل في العطاء .
25- الصبر على الاذى وتحمله وملاقات الناس بوجه طلق حسن مستبشر .
26- ان كان المُريد فقيرا فعليه ان يحافظ على فقره محافظة الغني على غناه ولا يطلب المزيد فان المال هبة من الله تعالى يهبها لمن يشاء فاذا نقص ماله فعليه بالتوجه الى الله تعالى بالاستغفار بلا سخط ولا يشكو الى احد لأن الشكوى تحبط الورع .
27- عليه ان لا يفكر في المستقبل ويحمل هم غده يرضى بحكم يومه وحاله .
28- الاستعداد للموت والتهيؤ له بطيب نفس والصبر والرضا والعاقل يرى الخلق كالوكلاء والانداد والمتصرف فيهم والمفعول فيهم فلا يتخذهم ارباباً من دون الله تعالى .
29- ان احد استعار ه حاجة لا يستردها منه ما امكنه لأن من استعار الحاجة محتاج اليها ومن واجباته مساعدة المحتاجين .
30- اذا ألمت به مصيبة او ألم او فقر عليه بستر الحال .
31- معاشر ة الناس كل بقدره ومن حيث هو وينبغي معاشرة من دونه بالشفقة عليه ومن فوقه بالإجلال ومن امثاله بالإيثار والتفضيل والاحسان .
32- الالتزام بآداب الطعام وآداب الطريق وآداب السفر .
33- لا ينبغي رفع الصوت بالنشيج او بالقراءة الجهرية بحيث تؤثر سلبا على السامع وان يبتغي بين ذلك سبيلا .
34- التحلي بالأمانة والصدق في القول والعمل يحب لإخوانه ما يحب لنفسه جاعلاً مصالحهم فوق مصلحته متغاضيا عن هفواتهم .
35- اظهار المحبة والطاعة لإخوانه المُريدين في حب الله تعالى وتحمل الاذى منهم ومواساتهم بما يقدر عليه ان اصابهم مكروه .
36- السعي في خدمة الاخرين بجد ونشاط بالمال والفعل والتوجه الى الله تعالى بالدعاء لهم .
37- عدم صحبة الاعداء ومن يبغضهم المُريدون او من يبغض المُريدين .
38- المُريد الصادق عليه ذكر محاسن اخوانه والتغاضي عن مساوئهم فمن عرض نفسه للقيل والقال ليس من اصحاب الطريقة .
39- الحذر الشديد من تمييز نفسه عن غيره من المُريدين بشيء مالم يكن مَيزهُ شيخه به .
40- مناداة اصحابه والاخرين بأحب الاسماء والالقاب اليهم .
41- المحافظة الشديدة على الوقت وعلى الاجتماع مع اخوانه ولا يتعود التأخر او التخلف عن المجالس او جفوة اخوانه اذ ان جفوة الإخوان علة في القلب وضعف للأخوة.

وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم .


اللهم صل على سيدنا محمد الفاتح لما أغلق و الخاتم لما سبق ناصر الحق بالحق و الهادي إلى صراطك المستقيم و على اله حق قدره و مقداره العظيم ...